3 اب الذكرى العاشرة للابادة الايزيدية.
تمر علينا هذه الايام الذكرى العاشرة على تعرض مواطناتنا ومواطنينا في منطقة سنجار الى ابشع ابادة جماعية، كان ضحيتها النساء بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخنا المعاصر. بعد حكم التنظيم الارهابي داعش على سنجار والموصل، وبعد تحريرها تشرين الثاني 2015، ومرور سبع سنوات على تحرير الموصل، لازالت مأساة ابناء وبنات هذه المنطقة لم تنتهي ولازالوا يعانون من الامرين.
سبع سنوات مرت على “التحرير” الا ان شباب وشابات هذه المنطقة، تضطر الى اللجوء الى الجماعات المسلحة،”المحظورة منها وغير المحظورة”، من اجل تأمين سبل العيش. انهم يزجون بانفسهم في تلك الجماعات، فقط لسبب اقتصادي، حيث اصبح الافتقار الى عمل، وعدم وجود ضمان اجتماعي، سببا في ان ينضم الشباب والشابات الى الجماعات المسلحة بحثا عن مصادر عيش، تؤمن لهم هذه الجماعات. ان هذا وصمة عار على جبين الدولة العاجزة عن توفير اكثر حاجات البشر اساسية وهو العمل، الصحة، التعليم، الخدمات، لمئات الآلاف من سكان هذه المناطق.
لازال مئات الالاف من النازحين من تلك المناطق يعيشون في مخيمات للنازحين وعجز الدولة عن توفير السكن والخدمات لهم خلال مدة استمرت سبع سنوات. لقد طالبت 27 منظمة أيزيدية تخصيص مساعدات مالية بقيمة 1.5 مليار دولار من ميزانية سنوية قدرها 153 مليار دولار أميركي الا ان الدولة لم تخصص سوى 38 مليون دولار لإعادة إعمار المناطق المنكوبة في سنجار وسهل نينوى. وليس معلومًا، كم تم صرف في الواقع من هذه المبالغ على حل مشكلة النازحين الايزيدين.
ان استمرار بقاء العشرات من المختطفات في ايدي التنظيم الارهابي داعش، دون القيام بكل ما يستلزم من اجل ايجاد المختطفات واعادتهن الى اسرهن هو ليس امر تعجز الدولة عن القيام به، بل عدم وجود الارادة لتحرير المختطفات، هو دليل على لامبالاة السلطات بحل امر المختطفات رغم مرور كل هذه السنين.
اضافة الى عدم قدرة وامتناع بعض الامهات من الايزيديات من العودة الى ديارهن بسبب وجود اطفال نتيجة اعمال الاغتصاب التي قام بها ارهابيو تنظيم داعش، هي مأساة انسانية بكل معنى الكلمة. فلا ذنب لاطفال ولدوا من اباء ارهابيون ونتيجة جرائم اغتصاب جماعي، ان الاطفال يستحقوا ان يعيشوا بافضل الاوضاع الممكنة، فهم لا يتحملون اية مسؤولية جراء ما فعله المجرمون. انها مأساة انسانية، تحتاج الى جهود عظيمة لمسح وصمة العار.
لقد تحولت سنجار الى خاصرة رخوة، حيث تتصارع فيها مختلف الاحزاب والميلشيات العربية والتركية والكردية، ومن مختلف الانحدارات الدينية والقومية، كل يسعى الى فرض اجندته على سكان هذه المدينة، وليس من يدفع الثمن سوى النساء والاطفال والشباب والمسنين من سكان هذه المناطق.
بمناسبة مرور 10 سنوات على هذه الابادة، نطالب مرة اخرى، كمنظمة نسوية، بحل مشكلة سكان سنجار، النازحين منهم والعائدين، وتوفير ظروف حياة طبيعية لهم. وانهاء التدخلات من دول المنطقة في مصير سكان هذه المنطقة، لا يمكن تعليق حياة مئات الالاف من المواطنين في هذه المنطقة على ارادات سياسية مختلفة تتصارع فيما بينها على مصالحها، على حساب حياة ومعيشة مئات الالاف من سكان المنطقة.
تحالف امان النسوي 3 اب 2024