الاخباربيانـات

الكوارث الطبيعية تفضح الكوارث السياسية للأنظمة الحاكمة في دول المنطقة.

ثمانية الاف لحد اللحظة بين قتيل وجريح في المغرب. درنة تغرق بكاملها بعد إعصار دانيال. اختفى ربع مدينة درنة تحت السيول، وسويت احياء بكاملها مع الأرض. والجثث لازالت في الشوارع. في العراق تضرب الزلازل مدن كركوك واقضيتها. والمنظمات الدولية تحذر من حدوث كوارث نتيجة حفر الآبار غير المخطط لها في العراق، وما ينتج عنها من تأثيرعلى طبقات الارض من هزات أو زلازل. ولما تزل خسائر ومآسي زلازل جنوب تركيا، وسوريا والتي وصلت الى حوالي ٦٠ الف قتيل في تركيا وسوريا والمتضررين اكثر من ثمان مليون انسان لم تنسى.

كوارث المغرب وليبيا والهزات الأرضية في العراق ليس بأمر جديد او مفاجيء. فالكوارث الطبيعية تشكّل خطرًا متزايدًا على عموم المنطقة. اعاصير وفيضانات وزلازل وسيول وهزات أرضية، سقط معها الالاف من الضحايا، وتشردت الالاف من العوائل والأطفال. وفقدت اسر عديدة مصادر عيشها بل وحتى أولى مستلزمات حياتها.

ولكن ماذا تفعل الحكومات لدرء خطر هذه الكوارث؟

هل حقا وفعلا امر الوقاية منها أمرٌ فوق قدرة البشر؟ أو ليس لدى الحكومات القدرة على توقعها والتنبؤ بها قبل حدوثها والحيلولة دون وقوعها، او على الأقل اتخاذ إلاجراءات اللازمة للتقليل من اثارها عبر مختلف البرامج وتنظيم المشاريع التي تواجه احتمالات هذه الكوارث.

كل التقدم العلمي والتكنولوجي الذي حققته البشرية كفيل بكشف كل احتمالات الزلازل والفيضانات والاعاصير قبل وقوعها. وكل الإمكانيات المادية والبشرية متوفرة لحماية البشر من الكوارث الطبيعية.

الا ان ما هو غائب هو وجود سلطة وحكومات مسؤولة عن حياة البشر. سلطة تضع في حسبانها في كل خططها وميزانياتها واعمالها مسالة التصدي لحدوث مثل هذه الكوارث.

ان تسارع الملوك او الرؤوساء للتبرع بدمهم للضحايا، او طلب النجدة او المعونات من منظمات دينية او دولية لن يعيد الحياة للذين قتلوا، وللذين لازالوا في صراع من اجل البقاء على قيد الحياة. ان الحل يكمن بوجود حكومات مسؤولة عن حياة الشعوب، وتضع مصالح الناس قبل وفوق اية مصلحة.

سقوط هذه الالاف من الضحايا دليل قاطع على فشل وعجز بل انفصال هذه الحكومات بشكل تام وقاطع عن حياة شعوبها. واية حكومة لا تلتفت الى إيجاد كل مستلزمات الأمان لشعوبها، ليست جديرة بأن تكون على هرم السلطة او تستلم سدة الحكم على حياة ومصير الملايين من الناس في المنطقة.

تحالف امان النسوي

13 أيلول 2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى