بيان منظمة أمان حول أوضاع النساء بعد سيطرة قوات طالبان على افغانستان!
اصيب العالم بصدمة جديدة بعد دخول طالبان مرة أخرى والسيطرة على افغانستان اثر انسحاب القوات الامريكية وحلفائها وفرض حكمه على كافة المدن وبسط نفوذهم فيها.
أن استيلاء قوات حركة طالبان الارهابية الفاشية على أفغانستان مرة اخرى، هو تراجع للعالم والإنسانية لما فيه من تهديد ليس على المرأة فقط وإنما لكل القيم الإنسانية والتحررية والمتمدنة.
لم يأتي الغزو الأمريكي لأفغانستان في عام 2001 الا بتحسن نسبي وبسيط على اوضاع المرأة وعموم المجتمع على صعيد بعض الحقوق مثل التعليم والعمل الا ان الظلم الاجتماعي والاقتصادي ظل يرسخ جذوره في ظل الحكومة الإسلامية التي شكلتها الولايات المتحدة الامريكية من الجماعات والقبائل الموالية لها. وقد رسخ الاحتلال الأمريكي كل أشكال الانحطاط في المجتمع الأفغاني ولم تتحقق المساواة للمرأة والرجل ولم يطرأ اي تحسن اقتصادي ولا استقرار سياسي ولا سيادة للأمن طوال عقدين من الغزو والاحتلال الأمريكي لأفغانستان.
الا ان السياسات الامريكية في أفغانستان ودعمها للجماعات الفاسدة والمناهضة لمصالح الجماهير ، وفرت الأجواء لإعادة طالبان الى الحكم . لقد جربت النساء حكم طالبان منذ عام 1996 إلى بداية الغزو الامريكي حيث تعرضت إلى ابشع انواع الاضطهاد وتجريد المرأة من أبسط حقوقها الانسانية ومقومات الحياة في التعليم والعمل والحياة والرفاه. وها هو يعود مرة اخرى ليحكم ويعيد المرأة لما قبل القرون الوسطى.
ان رجال افغانستان يهربون الآن من البلاد قبل نساءها، بسبب الذعر الذي ينشره هذا التنظيم الارهابي.
لقد سعت النساء في افغانستان اللواتي بذلن جهودا هائلة في العقدين الاخيرين ليعشن حياة طبيعية تليق بالإنسان، من اجل نيل التعليم، والحصول على فرص عمل. واظهرن الوجه الحقيقي والمتمدن لنساء هذا البلد، ليأتي طالبان، وبدعم امريكي ومن اجل مصالح الولايات المتحدة، بإعادة اوضاع الملايين المجتمع الى حياة الكهوف تحت حكم هذا التنظيم.
فهل من يثق بسياسات امريكا وادعاءاتها بالديمقراطية، وحماية الحريات او حقوق الانسان، وتلاعبها بمصائر الشعوب، كما فعلت في افغانستان وغيرها من الدول، حيث سلمت مصير الملايين ورقابهم الى هذا التنظيم الارهابي.
نحن كحركة نسوية نعبر عن سخطنا عما ما تتعرض له الجماهير في تلك البقعة واللعب بمصير نسائها ورجالها وبناتها واطفالها سواءً أكان بانسحاب الامريكان او دخول طالبان.
تدعو منظمة امان جميع المنظمات النسوية والتحررية والمناصرات والمناصرين لحقوق المرأة في العالم لإدانة حكم طالبان والضغط على كافة الحكومات من اجل محاصرة هذا النظام، ومعاقبته، ودعم نساء ورجال افغانستان للخلاص من حكم هذا التنظيم الارهابي. من اجل ان يتمتع الجميع، وخاصة النساء بفضاء من الحرية والاعتراف بحقوقهن في العمل والتعليم والملبس والعيش الكريم.
منظمة أمان للنساء