تعرضت فتاتان في محافظة البصرة الى هجوم شديد حيث قام شباب متواجدون في المنطقة بالهجوم على الفتاتين وقاموا بتمزيق ملابسهما مما استدعى قيام الشرطة الى اخلاء الفتاتين بسيارة حكومية لانقاذها من ايدي الشباب الذي قاموا بهذا الهجوم. في نفس الوقت، قام جمع من الطالبات باحدى المدارس البلجيكية بالهجوم على فتاة عراقية من قبل طالبات في ذات المدرسة حيث اولياها ضربا مبرحا نقلته وسائل الاعلام في العراق. في الوقت الذي قامت به قنوات مثل قناة الشرقية بتغطية الخبر الثاني بشكل مفصل والتقت باسرة الفتاة الضحية، وممثلة عن الحزب الليبرالي في العاصمة البلجيكية. لم يتلفت احد الى ما عانته الفتاتين في البصرة، بل هنالك من وجه اصبع الاتهام لهن، بذريعة عدم ارتدائهن ملابس تراعي واقع البصرة. لم يتم اللقاء مع اي من افراد اسرة الفتاتين، كما قام به والد الفتاة العراقية في بلجيكا. حيث بادر الاب للدفاع عن ابنته ومطالبته بتطبيق القانون، مؤكدا على الاضرار الجسدية والصحية والنفسية التي تعرضت لها ابنته الشابة.التحرش الجماعي في العراق يتكرر وللمرة الثانية بهذا الشكل الذي لم يسبق له مثيل. ففي حادث سابق في اربيل تعرضت عدد من النساء الى هجمة شرسة ايضا. تدلل هذه الجرائم على مدى استباحة كرامة واجساد النساء وبدون اي رادع قانوني لهذه الجرائم. ومدى الاستهتار بحرمة النساء والشابات، وعلى انعدام وجود قانون يجرم هذه التجاوزات والعنف ضد النساء. النساء لا يشعرن بالامان في السير في الشارع او الحدائق ان لم يكن برفقة رجال من الاسرة. ان هذا يدلل على النظرة الدونية للمرأة وكأنها ليست بشرا كامل الاستقلالية ويتمتع بكامل الاحترام. الهمجية والبربرية التي تمارس ضد النساء وصلت مستويات غير مسبوقة ليس في داخل المنزل فحسب، بل ايضا في الشارع وفي الاماكن العامة. مما يستدعي دق اجراس الانذار على خطورة الاوضاع التي تتعرض لها النساء. الدولة مسؤولة عن توفير الحماية للنساء ولكل المواطنات والمواطنين. يجب ان ترتفع الاصوات ضد هذا الاعمال الاجرامية التي لا سابق له، كي لا تستفحل، مما يعيد النساء مرة اخرى، واكثر من السابق الى حجرهن داخل بيوتهن.
تحالف أمان النسوي
9 تشرين الاول/ اكتوبر 2022