بيانـات

منع النساء من المشاركة في ماراثون البصرة وصمة عار على جبين حكومتها

منع النساء من المشاركة في ماراثون البصرة وصمة عار على جبين حكومتها


تم منع نساء وشابات البصرة من المشاركة في الماراثون الذي نظم يوم الجمعة الماضي في 9 من شهر شباط الجاري(2024). أصدرت الحكومة المحلية في البصرة ممثلة بمحافظها اهذا الموقف بدون ان يندى جبينهم خجلا من هذا التمييز الجنسي الصارخ، والمعاملة الدونية للنساء، والانحياز الذي لا مبرر له للرجال على حساب النساء.
انه نموذج اخر، جديد ومقيت على ما نقوله على التمييز الجنسي ضد النساء الذي يمارس بشكل منظم ضد النساء، واعطاء مكانة عليا ومتفوقة للرجال. اي كانت الاسباب التي استندت اليها محافظة البصرة في اصدار موقفها عشية بدء الماراثون، فهي تدلل على وقوفها الى جانب القوى الرجعية المعادية للمساواة بين النساء والرجال.
اذا كان جمع من رجال دين، او من عنصريين، او قوى رجعية معادية لمبادىء المساواة ترفض مشاركة النساء الرياضية بحجة انها تسيء للاعراف والتقاليد وقيم الاسرة في العراق. نقول لهم: كفي كذبا ونفاقا ورياء بالدفاع عن ” الاسرة” في العراق. الا يؤدي انتشار الفقر في مدينة من اغنى مدن العالم، وانتشار الامراض، والتلوث البيئي، وتلوث الهواء والماء بفعل دخان ومخلفات انتاج النفط، وانتشار الامراض، الى تحطم استقرار وسلامة العائلة، ان كنتم حريصون عليها؟ مؤكد لن تحطم نشاطات رياضية صحية امنة اية قيم نبيلة وانسانية بل بالعكس انما تعمل على تكريسها، بما تنشره من رسالة سلام واحترام بين الجنسين.
ان منع الاناث من المشاركة بالماراثون يعني ان اضطهاد المرأة، وقمعها وحجرها في المنازل ليس شأنا عائليا، ولا هي هيمنة ذكورية داخل المنزل، بل هي هيمنة وسيطرة ذكورية على الاناث من قبل المؤسسات الحكومية الرسمية، والمؤسسات الدينية غير الرسمية، التي تعمل معا من اجل منع النساء من الاختلاط ومن المشاركة في حدث رياضي في هذه المدينة.
لقد تم تنظيم مختلف الماراثونات في العراق، ولم تشتكي الاسر العراقية من اي خدش لقيمها، بل تبارت النساء والرجال بروح رياضية عالية. وتم انهاء تلك الماراثونات في مختلف مدن العراق،. الا ان الادارة الجديدة، بعد انتخابات مجلس المحافظة، تريد تدشين عهدها بابعاد واقصاء النساء عن الدخول في النشاطات الاجتماعية العامة.
ان هذه هي القوى الرجعية المناهضة للمرأة ولحقوقها، التي ترفض مشاركة النساء في النشاطات الرياضية، عملت على استعباد المرأة وبشكل منظم من خلال السماح بتعدد الزوجات و تزويج الطفلات القاصرات والذي يعني اغتصاب الطفلات، والتي حرمت النساء من ابسط حقوقهن الانسانية والمدنية، و وقفت محافظة البصرة، ومحافظها، موقفا مساندا لهذه القوى المعادية لحقوق المرأة. ولم يكن المحافظ الا شريك ومنفذ لاولئك الذي وجهو له التهديدات” بان لهم موقف اخر لو تمت مشاركة النساء” وركع صاغرا امامهم، ومنفذا لارادتهم.
لن يتمكن لا لمحافظ البصرة، ولا الرجال الذي هددوا بالويل والثبور اذا ماشاركت النساء في الماراثون، فرض هذه القيم على مدينة عرفت بمدنيتها، وبتحضرها ومنذ مئات السنين. فكان لنساء البصرة دورا في الرياضة والمسرح وكل الفنون والاداب. ان حجر النساء ومنع الاختلاط بين الجنسين هي مواقف أكل عليها الدهر وشرب. وهي معادية لكل القيم الانسانية والمدنية والمساواتية والمتحضرة.
كان على الرجال المشاركين ان يتخذوا موقفا اكثر صلابة، وان يدافعوا عن زميلاتهم اللواتي منعن من المشاركة، وان يقوموا بالاضراب والرفض، كان عليهم ان يرفعوا شعار” لا ماراثون بدون مشاركة النساء”!
يجب الاستيقاظ والتنبه الى مساعي هذه القوى المعادية لحقوق ألنساء والتي تسعى دائما وابدا الى ترك النساء قابعات في منازلهن، ليقمن بخدمتهم وكأنهن عبيد لهم.
لقد تم استخدام التهديد والوعيد في دولة تفتقر الى ادنى شروط الامان، وانفلات السلاح، وعدم وجود قوانين، لتمرير ارادتهم على نساء ورجال البصرة الذين تطلعوا الى مشاركة رياضة كما حدث في بقية المحافظات، في السنوات القليلة المنصرمة.
ليسقط العنف والسلاح والتهديد، نعم من اجل مجتمع امن وحر يتمتع فيه الجميع بكامل الحقوق، وبدون اية تفرقة، لا في الرياضة، ولا في اي نشاط اجتماعي اخر.


تحالف امان النسوي
12-2-2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى