الاخباربيانـات

رد من تحالف امان النسوي على تصريحات عائشة الدبس رئيسة مكتب شؤون المرأة في سوريا!

افحصي فراملك! “هذه اللقمة كبيرة على فمك”!

لم تمضي أكثر من ثمانية ايام على تعيينها كرئيسة لمكتب شؤون المرأة، صرحت رئيسة المكتب، عائشة الدبس، في مقابلة اجريت معها في اليوم الثامن والعشرين مع قناة تلفزيونية تركية بجملة تصريحات تقرع اجراس الخطر، إذ عن اي مصير تريد هذه القوى الرجعية رسمه لمصير نساء سوريا!

لم تنتظر الدبس ولا من قبلها احمد الشرع ولا عبيدة ارناؤوط مرور حتى شهر واحد ليصرحوا بحقيقة ما سيفرضوه على حقوق المرأة في سوريا. فهو أمر ليس بغريب ولا غير متوقع من جماعة انفقت عمرها تتقافز بين القاعدة والنصرة والهيئة!!

وكأن نساء سوريا تحملن السجون وتم تعذيبهن واعتقالهن واغتصابهن وقتلهن من اجل ان تأتي أمرأة تدور حول تاريخها السابق الكثير من الشبهات بالتزوير والتلفيق والفساد لترسم لهن حدود ما “يُسمح” وما “لا يُسمح” به للمرأة في سوريا؟

تشيد الدبس اولاً، وقبل كل شيء، بالاولويات التي “فطرها الله” عليها! وتؤكد على التمسك بالعادات والتقاليد والعقيدة التي حددت للمرأة دورها وحصرته ب”العناية بالزوج” و”تربية الاطفال” و “دورها التربوي في أسرتها”! ان نساء سوريا ونسوياتها اللواتي ناضلن من أجل حياة أفضل مفعمة بالحرية والمساواة، ونظمن عشرات المنظمات، واصدرن الابحاث والدراسات والكتب، ومارسن العمل السياسي قبل واثناء وبعد ثورة 2011، وتحملن السجون والاعتقالات وتعرضن للتشرد، وقمن باعمال بطولية عظيمة من الادب والنضال السياسي الى نيل بطولة العالم بالسباحة، تأتي لهن الدبس لتحدثهن عن اولوياتهن ووجوب ان يتركز على العمل المنزلي!! وهي “رسالة” مراحل بالية طوتها البشرية تقصر دور المرأة بهذا الإطار الضيق. ان هذا القرن الحادي والعشرين!

من جهة أخرى، تعلن الدبس عن تطلعاتها بالحكم وبشكل ديكتاتوري بأنها لن تفتح المجال لمن “يختلف معها بالفكر”! ومن أنت حتى تتكلمي بفتح المجال من عدمه؟! ما فرقك عن الأسد؟ ليس بغريب هذا إذ يعلم القاصي والداني ماهية حكم أمثالها وأمثال الشرع. كان على الدبس ان تفكر مرتين قبل ان تتكلم!

لقد عبرت الدبس وممثلوا حركتها الاسلامية عن كامل الرؤية والتصور السياسي الاسلامي لحقوق ومكانة المرأة. فدورها في المشاركة السياسية مرحب به حيث الحكومة ” تحتاج” لهذه الوظائف! ويراد اقصاؤها عن القضاء، حيث تهربت من السؤال، كما فعل من قبلها الشرع وارناؤوط باحالة الامر الى الدستور والى المستقبل للبت بهكذا مواضيع، وكأن ليس لديهم رؤية واضحة ومحددة عن دور المرأة ومكانتها وحقوقها اليوم!!

تحدثت الدبس عن رفضها لدور ودعم المنظمات الدولية الذي تقدمه للمنظمات النسوية بذريعة انه يؤدي الى زيادة نسب الطلاق! لم يمر على حكومة الدبس عشرون يوما لتصل الى نتيجة مفادها ان المنظمات “تخرب الاسرة السورية”! كل إنسان يعيش في المجتمع واقدامه على الارض يعلم علم اليقين ان ظاهرة مثل الطلاق ظاهرة معقدة ومتعددة الجوانب والاسباب وليس لها ادنى صلة بالمنظمات الدولية.

الا ان الدبس لا تغلق الباب امام الدعم المالي العالمي اذا كان ذلك الدعم يمر من بوابة المؤسسات التي تقودها الدبس ومجموعتها الاسلامية! علما ان الشبهات والاتهامات بالفساد تدور حول مشاريع قامت بها الدبس نفسها في تركيا ادت الى تخريب الفرص المتاحة للنساء والفتيات والطالبات.

تحدثت الدبس عن “بناء النموذج السوري”، مستنكرة ومن البدء العلمانية والمدنية رغم ان حكومتها لازالت حكومة تسيير اعمال، ولم يكتب الدستور بعد، ولم تجرى انتخابات بعد، ولم يصوت الشعب بعد، الا ان الدبس تعلن عن رفضها للعلمانية والمدنية. بل وتعلن عن ضرورة “صنع نموذجًا يناسب واقع سوريا”، تريد “نموذجاً يناسب التقاليد”! وهنا يجب ان تقرأ هذه العبارة: بانها تريد بناء نموذج اسلامي على غرار الانظمة الاسلامية مثل افغانستان وايران وحسب. بيد ان نساء سوريا لسن مفصولات عن العالم الذي تحول الى قرية فعلا، ولهن تاريخ طويل في المدنية والتمدن ويتطلعن الى الحرية والمساواة والحقوق. ان ما تنشده نساء سوريا معروف وواضح للجميع. انها حقوق النساء العالمية والشاملة، وكما وردت في المواثيق والاتفاقيات الدولية.

نحن في تحالف امان النسوي، ندعو كافة المنظمات النسوية الى مؤازرة نساء ونسويات سوريا للوقوف ضد محاولات هذه الجماعات الاسلامية التي تسعى الى اعادة التاريخ من جديد. ان حكم طالبان وايران الاسلامية ليستا بمنجى عن ثورات شعوبها، وان داعش وامثاله ذهبوا الى مزبلة التاريخ ومصيركم لن يكون أفضل منهم!

30 كانون الثاني 2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى