شرعت اسرائيل بشن حرب دموية جديدة شاملة، اثر قيام تنظيم حماس بشن هجمة ثلاثية الجبهات في السابع من اكتوبر، ادى الى مقتل ضحايا من الجانب الاسرائيلي.
الا ان هذا الهجوم جاء لاسرائيل وكأنه “فرصة من السماء” لتبدأ حملة لابادة الشعب الفلسطيني وبكل الطرق الوحشية حيث حولت المدن الى ركام بقصفها المتواصل. وتم قتل لحد اللحظة ما يقارب الـ 3 الاف فلسطيني، وجرح ما يزيد على ال 10 الاف، وتم تهجير 700 الف فلسطيني من نساء واطفال وحوامل وشيوخ وشباب. ليس معلوما ما هو مصير المرضى العاجزين عن التحرك في المستشفيات، وحتى الموتى لم يدفنوا بكرامة. و تم ايقاف و قطع المساعدات الانسانية ومنع وصولها الى الشعب المحاصر، واغلقت المعابر عن وصول الادوية للمحتاجين، تم قطع الماء والكهرباء لمئات الالاف في القطاع.
ان ما قامت به حماس في يوم 7 اكتوبر، مرغ الالة العسكرية الاسرائيلية وقدراتها الاستخبارية في الوحل. ورغم سقوط الضحايا من المدنيين الاسرائليين، الذين لا صلة لهم بسياسات دولة اسرائيل. الا انه تجري معاقبة الشعب الفلسطيني في غزة برمته، عقابا دمويا على ما قامت به حماس. فلم يؤخذ اكثر من مليون انسان رهينة لـ “انهاء حماس” كما تقول اسرائيل، بل اصبحوا اهدافا عسكرية للالة الحربية الاسرائيلية، بجريرة ماقامت به حماس.
وفق اي قانون او منطق، يدفع ملايين الناس ثمنا لقرار لم يتخذوه، ولم تتم استشارتهم به، لتتم معاقبتهم جماعيا عليه؟ كما جرت معاقبة الشعب العراقي بسنين من الحروب والحصار على جرم لم يقترفوه حين قام نظام صدام حسين باحتلال الكويت!
بغض النظر عن من شرع بالهجوم هذه المرة، فان اسرائيل هي المسؤول المباشر عن بقاء واستمرار هذا المسلسل الدموي، وذلك بسبب حروبها، واعمال الابادة، وتعنتها وعدم رضوخها لعشرات القرارات الدولية لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ورفضها المستمر لكل مبادرات و مساعي السلام.
ان هذه ليست حرب الدفاع عن النفس، بل حرب من اجل تركيع شعب ينازع لسبعة عقود من اجل ان يعيش على ارضه بسلام.
حيث هنالك احتلال يرتكب مجازر من كل شكل ونوع وقتل وعدوان واستيطان، لابد ان تكون هنالك وجود مقاومة لهذا الاحتلال. لقد سعى الفلسطينيون وبكل الاشكال من المقاومة المسلحة الى نضال اطفال الحجارة، الى المفاوضات من اجل ان يعيشوا بسلام وبحدود مناطق 1967. الا ان اسرائيل تستمر بتوسيع استيطانها وبشكل يومي. ان شعب فلسطين يعيش حالة حرب مستمرة منذ سبع عقود، تتخللها فترات هدنة بين الحين والاخر، بسبب سياسات اسرائيل.
لانهاء هذه البربرية والوحشية بحق الشعب الفلسطيني، نضم صوتنا الى صوت كل القوى التحررية والانسانية والتي تتظاهر اليوم في شتى عواصم المنطقة والعالم من اجل ايقاف الحرب، وفتح المعابر الحدودية من اجل ايصال المساعدات غذائية وطبية وانسانية، وحماية حياة المدنيين وعدم تعريضهم لاية اخطار. والاعتراف الكامل من اسرائيل واحترام حقوق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته بشكل حر و مستقل.
تحالف امان النسوي
17 أكتوبر 2023