بيانـات

الشخصي هو سياسي ! حول فرض العباءة والحجاب!

الشخصي هو سياسي! حول فرض العباءة والحجاب !


نشرت وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة صورا من النجف وكربلاء بل وحتى في برطلة في الموصل! فيديوهات على منصات التواصل تظهر صور عباءات طالبات جامعة الكوفة وهي مرمية على الأرض. نشرت اخبار أخرى عن حضور أعضاء وعضوات برلمان مهرجانات لفرض الحجاب على الطفلات باسم سن التكليف الشرعي. بثت أغاني تمجد بارتداء العباءة. تم توزيع العباءات على المتزوجات الجدد مع مبالغ مالية كهدية لكل عقد زواج في برطلة. هذه وغيرها هي اشكال من هجمة منظمة محورها وموضوعها إخفاء أي وجود او ملامح للمرأة، باسم الحجاب، او العباءة، وحجاب الطفلات في سن التاسعة.
ليس الامر صدفة. حيث تبدأ هذه الموجة الجديدة والناشطة لأسلمة المجتمع من جديد بعد ان كفت الأحزاب الإسلامية وبلعت السنتها في السنوات الماضية اثر اشتداد هجمة الجماهير عليهم، وفضحهم رافعين أصواتهم ” باسم الدين باكونا الحرامية”. وبعد سنين من قتل وتعذيب النساء غير المحجبات في مدن عديدة في العراق. عادت هذه الأيام الموجة من جديد.
وأذن، مسألة ارتداء العباءة والحجاب ليست مسألة اختيار فردي، شخصي أو حر للنساء. والامر لا يتعلق بانه معتقد ديني، فـ”بيوم الحساب لا يحاسب أحد بدل من احد”. الامر ليس ديني، بل سياسي وبدون أي لف او دوران.
بعد سنوات من هلع الأحزاب الإسلامية من غضب الجماهير واضطرارها الى تغيير اسماءها من أسماء دينية الى أسماء مدنية، لتتملق للشارع وتكسب وده بعد ان فضحته الملايين، وفضحت زيف ادعائهم بالأخلاق والفضيلة، تعود اليوم من جديد، لتبدأ نفس الحملة، حيث تنشط للحصول على أصوات في الانتخابات القادمة.
لقد قالت الجماهير كلمتها وعلى امتداد سنوات 2008، و2011، و2015 و 2018، و2019 و 2020، ولازالت تقولها كل يوم، هذه الفئة المتسلطة الفاسدة، لا خير فيها لاحد، بل كل ما يريدوه لأنفسهم. واليوم، بالتغني بالعباءة، وبسن التكليف، يريدون ادامة عمرهم المشؤوم. وكأن مشاكل النساء في العراق، هي العباءة والحجاب!
النساء تريد عمل، النساء تريد فرص معيشة حرة وكريمة، تريد المطلقات والارامل حقوقا بدون ان يبتزهن موظفي الحكومة الإسلامية.
المرأة لا تريد مزيدا من العنف، لا تريد الاتجار بجسدها، تريد حقوقها في الميراث ارضا كانت او مالا، والتي تسرق منها في رابعة النهار. المرأة تريد إعترافا بجهدها وعرق جبينها في المنزل وهي ترعى الجميع صغارا وكبارا.
لم تطالب أية امرأة بالحجاب والعباءة، فهو حق مكفول لكل امرأة. إلا إن تنظيم هذه الحملات يظهر بوضوح ان العباءة والحجاب ليست مسائل شخصية بل سياسية وبامتياز.
الأحزاب الإسلامية تناصب العداء للمرأة وهي ترفض تشريع قانون يجرم العنف الاسري.
الأحزاب الإسلامية تناصب العداء للمرأة وهي تريد تغيير قانون الحضانة.
الأحزاب الإسلامية تناصب العداء المرأة وهي تكرس تعدد الزوجات، وزواج القاصرات، والزواج خارج المحاكم.
الأحزاب الإسلامية في حملتها الأخيرة في فرض والترويج للعباءة والحجاب هي مساع لأسلمة المجتمع ولأسلمة الدولة.
الأحزاب الإسلامية تسعى لوضع العصي في عجلات الحركة النسوية الصاعدة والماضية الى إمام.
ان حركتنا من اجل حق الخيار، وحق اختيار الملبس، وحق لبس الحجاب من عدمه، وحق لبس العباءة او عدم لبسها، هو موقف سياسي ودفاع عن حقوقنا الفردية والمدنية.
وهذه هي سياستنا: نعم لحق الملبس للمرأة غير المقيد وغير المشروط.

تحالف امان النسوي
15 أيار 2023 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى