أقدمت قوة من الشرطة في محافظة البصرة يوم 18 كانون الثاني على اقتياد مجموعة من النساء العاملات في أحد المقاهي ليلا وحشرهن في سيارات الشرطة وبشكل مكشوف، وتصويرهن وإظهار هوياتهن بذريعة تطهير المقاهي من عمل النساء. والمحاولات جاري لمنع المزيد من النساء بالعمل في هذه المهنة بحجج مختلفة. وعلى الرغم من أن أماكن العمل تلك مجازة رسميا ولاتوجد أية مادة قانونية تمنع النساء من ممارسة هذا النوع من الأعمال الخدمية .الا انه تم القاء القبض عليهن وحرمانهن من فرص علمهن في دولة تعاني فيه النساء من البطالة والفقر.
في الوقت نفسه اقدمت قوات الشغب في بغداد- الجادرية قرب المنطقة الخضراء على مواجهة الشابات المحتجات المطالبات بالحصول على فرص عمل. حيث قامت الشابات المتظاهرات من ألخريجات التربويات والاداريات المطالبة بعقود في وزارة التربية. الا ان القوات الامنية استخدمت العنف ضدهن وبطريقة وحشية مستخدمة الضرب والسب والشتم . حيث اصرت المتظاهرات على قطع الطريق للتعبير عن غضبهن ولاسماع صوت احتجاجهن ضد الشرطة ولاسماع صوتهن بالحصول على فرص عمل.
في الوقت الذي تدعي الحكومة العراقية والمؤسسات العالمية المرتبطة بها والتي تمولها وتضع الخطط لها، بضرورة مشاركة المرأة الاقتصادية وتوفير فرص العمل لها في السوق الحر، السوق الرأسمالي، الا ان نساء البصرة يتم اعتقالهن نتيجة عملهن في القطاع الخاص الخدمي، وفي بغداد يجري استخدام العنف ضدهن فقط لمطالبتهن بفرص عمل.
ان ” تمكين النساء” التي تدعي بها الحكومة العراقية والمؤسسات الغربية المتحالفة معها، انما هي كذبة كبرى، فالنساء الخريجات، وغير الخريجات يسعين لتأمين فرص العيش لهن، لكن السلطات المحلية والمركزية اما ان تقوم باعتقالهن من اماكن العمل، او مجابهتهن في حالة مطالبتهن بها.
كل هذه الممارسات من عنف واعتقالات هي ممارسات إقصائية بالدرجة الأساس هدفها اعادة النساء في البيوت وإفراغ ساحة العمل منهن، و تحت أنظار السلطة .
نقف بالضد من حملات افقار النساء و نطالب بالأمان الاقتصادي وعدم تعرض النساء للأساءة أو الأذى بل وتعويضهن عن الإهانة والتشهير بهن وعدم حرمانهن من مصادر دخولهن والتي بالكاد تحقق مستوى الكفاف لهن .
توفير فرص العيش مطلب شرعي وغير قابل للتنازل عنه. مسؤولية الدولة تأمين كرامة وحرمة النساء وهن يعملن او يسعين للحصول على فرص عمل. نساء العراق يشكلن نصف المجتمع الا ان من يعملن منهن، لا يتجاوز الا نسبة ضئيلة ليست باكثر من 12% من نساء العراق يعملن.
نساء العراق تعاني الفقر، وتوفير فرص العمل واحترام حرمة العمل هي اول الشروط لتأمين الامان للنساء، الذي تدعي الحكومة واحزابها، انهم يحترمون النساء.
انهم يريدون اعادة النساء الى المنازل، وخدمة منازلهن فقط. ونحن لا نقبل هذا المصير، لا نقبل الفقر، ولا نقبل البطالة، ونريد احترام كرامتنا.
يجب معاقبة كل شخص تطاول على اية امرأة عاملة او باحثة عن عمل.
يجب ان نحصل اما على فرص عمل، او ضمان بطالة.
ولن نسكت عن هذه المطالب.
تحالف أمان النسوي
19 كانون الثاني 2022