الاخباربيانـات

نداء تحالف أمان النسوي في حملة الـ16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة

القضاء على العنف… وتمكين النساء عبر التنظيم

يستمر العنف ضد النساء والفتيات ويتصاعد يومًا بعد آخر، ولا يمكن اعتباره شأنًا فرديًا أو سلوكًا معزولًا من رجال “سيئين”، بل هو جزء بنيوي من منظومة أبوية ذكورية ترسّخت تاريخيًا، وتشرعنت بقوانين وسياسات تسمح بممارسته أو تبريره، بما فيها المواد القانونية التي تُبقي باب العنف مفتوحًا من قبيل (المادة 41 من قانون العقوبات العراقي) التي تمنح الزوج حق تأديب الزوجة، (الفقرة الثانية من المادة 67 )من مدونة الاحكام الشرعية للفقه الجعفري . إن وجود قوانين تسمح بالإفلات من العقاب هو بحد ذاته إعادة إنتاج للعنف وليس مجرد ثغرة قانونية.

على امتداد العالم، تصعّد النساء والمنظمات النسوية نضالهن خلال حملة الـ16 يوما لمناهضة العنف ضد النساء. وهذه الحقيقة تؤكد أن مواجهة العنف ليست مسؤولية فردية، بل مسؤولية جماعية تتطلب تنظيمًا وتنسيقًا ووحدة عمل. إن طريق القضاء على العنف يمر عبر اتحاد النساء والمنظمات النسوية وتماسك جهودهن وبرامجهن وخططهن.

إن العنف ضد المرأة وصمة عارعلى جبين أي مجتمع يدّعي التحضّر. فلا مجتمع متحضّر يقبل لنفسه تشريع قوانين تتيح ممارسة العنف أو غضّ النظر عنه. لذلك، فإن النضال من أجل إلغاء القوانين التي تشرعنه وتجريم كل أشكال العنف يقع في صلب أولويات كل العاملات والعاملين لإنهاء العنف.

ولتحقيق هذا الهدف، علينا أن نعمل على تمكين النساء وتمكين منظماتهن، وأن نضع استراتيجيات مشتركة للتغيير. نشر الوعي بعدم قبول العنف تحت أي مبرر ضرورة ملحة، كما أن الوصول إلى النساء الأكثر هشاشة — خاصة في البيئات الفقيرة والمهمّشة — هو شرط أساسي لرفع أصواتهن ودعم قدرتهن على حماية أنفسهن.

إن قوة النساء تكمن في تنظيمهن. علينا نحن النساء، ومنظماتنا، أن نتحرك ونتكتل ونكوّن قوة قادرة على تغيير موازين القوى التي تُبقي هيمنة الرجل على المرأة أمرًا واقعًا ومقبولًا اجتماعيًا. نضالنا متعدد الجبهات: فمنه ما يستهدف التأثير على السياسات العامة والقوانين، ومنه ما يسعى لتغيير الثقافة والقيم والأعراف السائدة. لكننا نؤمن يقينًا بأن تغيير القوانين وتجريم العنف يشكل خطوة رئيسية لإعادة صياغة الثقافة المجتمعية على أساس المساواة والعدالة.

ولكي نؤثر على سياسات الدولة وقوانين البرلمان، لا خيار أمامنا سوى التنظيم. وللتصدي لثقافة تُمجّد العنف وتشرّع الامتياز الذكوري، لا بد من وحدة النساء واعتراف المجتمع والدولة بنا كقوة سياسية منظمة.

لقد تكرّر الحديث كثيرًا عن “التمكين”، ولكن الحقيقة الواضحة أن التمكين الحقيقي، والتحرر من العنف والقهر، لا يمران إلا عبر طريق واحد: التنظيم.

فلننظم أنفسنا…

ولننظم أعمالنا…

ولننظم نضالنا…

من أجل القضاء ليس على العنف فحسب بل على كل أشكال التمييز الجنسي ضد النساء

تحالف امان النسوي

6-12-2025

#تحالف_امان_النسوي#العراق#النساء#مناهضة_العنف_ضد_المرأة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى