مذكرة منظمة أمان للنساء حول افغانستان
مذكرة إلى الرأي العام العالمي.
إلى الحكومات في دول العالم كافة.
إلى كافة المنظمات الإنسانية والنسوية.
في تطور مرير ومروع لملايين الأفغانيات والافغانيين الذين عملوا من أجل حرية مجتمعهم ولمناصريهم في جميع أنحاء العالم عادت طالبان في 15 آب 2021 مرة اخرى للسيطرة وفرض حكمها على أفغانستان إثر انسحاب القوات الامريكية وحلفائها منها.
لقد جربت النساء حكم طالبان منذ عام 1996 إلى بداية الغزو الامريكي في أكتوبر 2001 حيث تعرضن إلى ابشع انواع الاضطهاد وتجريد المرأة من أبسط حقوقها الانسانية في التعليم والعمل وحرية التنقل وشكل اللباس. تحاول الآن تجميل وجهها القديم من خلال إصدار “عفو عام” عن كل موظفي الدولة وحث النساء على الانضمام إلى حكومتها. ولكننا نرى رجال افغانستان يهربون قبل نساءها، بسبب الذعر الذي أشاعته سيطرة التنظيم على هذا البلد لما فيه من تهديد لكل القيم الإنسانية والمدنية والتحررية
لقد وفّرت السياسات الامريكية في أفغانستان الأجواء لإعادة طالبان الى الحكم عبر دعمها للجماعات الفاسدة والمناهضة لمصالح الجماهير، ومهما حاولت تمويه هذا الفشل بمقولات الاحتواء، أو الإغراق أو التوريط ، أو «الانطواء على النفس» أو المتطلبات الانتخابية والصراع الداخلي ، فالثابت أن أمريكا على مدى عشرين عاما من الحرب على الارهاب ، لم تستطع تشكيل إدارة ذات كفاءة، ولا جيش حقيقي، ولا دولة مدنية ولا بناء أي شكل من أشكال الديمقراطية لمنع خطر التطرف أو عودته لا في أفغانستان ولا في اية دولة تدخلت فيها ، بل خلقت أرضية خصبة لنمو التطرف ، واكتسابه زخماً في أكثر من مكان.
نحن الموقعات والموقعين على هذا المذكرة نعبر عن سخطنا وادانتنا لاستلام طالبان السلطة في افغانستان وندعو كافة حكومات العالم من اجل محاصرة هذا النظام، وعدم الاعتراف بحكومة طالبان وبدون اي قيد او شرط. ودعم نضال نساء ورجال افغانستان من اجل ان يتمتع الجميع، بالحرية والمساواة والاعتراف بحقوقهن-م في العمل والتعليم والتعبير والعيش الكريم.
منظمة أمان للنساء
18 آب/ اغسطس2021