دفعة لندن – جوان ميرزا
لا أفهم كمية الغضب والهيجان في السوشيال مديا، على مسلسل دفعة لندن وكاتبتها . لا أفهم أين الإهانة للمرأة العراقية في هذا المسلسل . ان كانت المرأة العراقية المحدودة الدخل تعمل لدى خليجية سواءً سعودية او كوتية كخادمة في منزلها، هذه هي قضية طبقية بحتة بعيدة عن الوطنية اي العوز والحاجة تجعل امرأة تعمل عاملة منزل عند أخرى بأجر يومي او اسبوعي او شهري، حالها حال الملايين بل المليارات من عاملات المنازل في كثير من بلدان العالم ، ففي البلدان الناطقة بالعربية حيث تعمل الافريقيات او الآسيويات في خدمات البيوت والمنازل بل من نفس الجنسيات النساء من الطبقة المحرومة والفقيرة تعمل لدى العوائل الغنية ، بل في داخل العراق هذه الظاهرة موجودة، ففي شمال العراق مثلا لو زرتم العوائل من الطبقة البرجوازية المتواجدة في الڤلل والاحياء السكنية الغنية لوجدتم كثيرات من عاملات المنازل هن عراقيات من جنوب او غرب العراق يعملن في تلك البيوت، لا أفهم ما علاقة هذا بالوطنية والحضارة والعراق وبان المرأة العراقية تاج الراس وكل هذه الترهات والكلام الفارغ، وهناك من يأخذه الحماس والغيرة ومن يأتي بأمثلة بان المرأة العراقية تقود طائرة واخرى طبيبة واخرى تعمل في وكالة ناسا واخرى عضوة برلمان في بلد اوربي، نعم هناك نساء تعمل في هذه المراكز لكن كم عددهن مقابل الملايين من العراقيات المعنفات حبيسات المنزل محدودات الدخل معنفات مضطهدات، كل هذه الحقائق اللي لا يراها محدودو الفكر وضيقو الافق، قضية الصراع الطبقي وتواجد طبقتين احدهما لا تملك غير بيع قوة عملها كما هي الفتاة العراقية في المسلسل والطبقة الاخرى البرجوازية التي تملك السلطة والمال وتشتري قوة عمل الاخر وتحدد السعر وساعات العمل والمكان والزمان ، قضية الخادمة هي الطبقية لا علاقة لها بالوطنية والعواطف الوطنية والحماسة المندفعة، والاشادة والبكاء عل امجاد الماضي !!مسلسل حكم عليه من اول حلقتين واثار غضبكم دور عراقية خادمة، عجيب ولم يثير غضبكم كل الظلم والقمع والاضطهاد الواقع على المرأة في العراق بوجود قوانين عار تقتل فيها بدم بارد ، لم يثير غضبكم فتاة عراقية هددها أخوها بالقتل، وعندما تتصل بمديرية الشرطة والداخلية يردون عليها: نحن في رمضان دبري حالك، لم يثير غضبكم والمرأة العراقية التي ( تتغزلون فيها وتدعون تاج راس الكويتية ) تُعنف وتُغتصب من اقرب الناس اليها اغتصاب المحارم ) ، أين غضبكم من اغتصاب وبيع الفتيات الأيزيديات في سوق النخاسة ومازالت اكثر من 1500 أيزيدية مختطفة في قبضة داعش، اين غضبكم عن فقر ومذلة الارامل والمطلقات، ماكثات ساعات طويلة بالطوابير امام مراكز الرعاية الاجتماعية للحصول على اقل مستحقاتهن، تُطلق المستحقات شهر وتتأخر شهرين أو ثلاثة. أين غضبكم وهذه الغيرة المفرطة عن تسول النساء العراقيات على اشارات المرور والنساء العاملات في فرز وأكل ما في القمامة، ا وتبيع جسدها بالساعات في مكاتب زواج المتعة الموجودة في مدنكم المقدسة وهي مضطرة ومجبرة من اجل الحصول عل لقمة العيش لأطفالها ، اين كانت ثورتكم عندما تقود النساء بالعشرات كالخرفان في خلافات العشائر والفصل العشائري ، اين غضبكم مما يجري من إهانة النساء وهدر كرامتهم في الدراما العراقية او المصرية بضربها او بالتعدد عليها او باغتصابها واظهار صورة المرأة في الاعلام والدراما كوعاء جنسي وثرثارة وسطحية وخلاقة للمشاكل العائلية ، اين ثورتكم وغضبكم في الاتجار بأجساد النساء والفتيات القاصرات في ملاهي بغداد و اربيل و السليمانية . اين غضبكم عندما تخرج خريجة شهادة جامعية حاصلة على دكتوراه في الفيزياء على احدى القنوات العراقية وهي تشكي باكية سنتين بعد التخرج من وزارة إلى وزارة ومن دائرة لأخرى، ولم تحصل على تعين ويطلبون منها تزكية من سيد ( رجل دين ) او حزب من أجل الحصول على حق من حقوقها الا وهي حق العمل !
جوان ميرزا
28 مارس 2023