بيانـات

دفاعا عن كرامة الفتيات وحقهن في الخصوصية!

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام فيديو يظهر مديرة مدرسة تتعامل بعنف وقوة مع احدى الطالبات أثناء مصادرتها لهاتفها، ودفاع الطالبة وسعيها لاسترداده وهي بحالة من الغضب والجزع. ان ممارسة مديرة المدرسة ما هو إلا أحد أشكال العنف الممارس في مدارس البنات في العراق. يوضح الفيديو الاعتداء الصارخ وانتهاك خصوصية الطالبة، يجب أن يعرف الناس أن الهاتف عندما يصادر في المدارس يتم فتحه وتفتيشه. وإن سبب رفض الطالبة لتسليم هاتفها وإصرارها الشديد ومقاومتها ما هو إلا رفض وخوف من انتهاك خصوصيتها. يجب علينا أن نعلم جميعا أن الهاتف لا يفتش إلا بأمر قضائي وعليه فإن عمليات مصادرة الهواتف وتفتشيها في المدارس ما هو إلا انتهاك للقانون وللحق بالخصوصية.نحن نرفض رفضا قاطعا موقف إحدى المنظمات النسوية التي نشرت الفيديو وحرضت على الطالبة وأعطت مساحة للناس بوضع تعليقات مسيئة وتحريضية تتسم بالتهديد والسباب.على هذه المنظمة أن تقف مع الطالبة وترفض تصويرها بهذا الشكل ثم طرح الفيديو المُصٌور من قبل أعضاء الكادر ” التربوي” في وسائل التواصل الإجتماعي خصوصا أن وجه الطالبة في الفيديو الذي تداولته الصفحات الأخرى كان واضحا وبالطبع تم نشره دون موافقتها وهذا ايضا تعدي عليها .أذا كانت ذريعتكم أن الهاتف ممنوع في المدارس حتى لا يحصل تصوير للطالبات والمعلمات، فعلينا أن نسأل من صَورَ الطالبة ونشر الفيديو و رَوعًها للدرجة التي جعلتها تستخدم الصراخ كوسيلة دفاعية؟ وعلينا أن نسأل بأي حق تصارع المديرة الطالبة؟ وبأي حق ترعبها؟الفيديو اصبح رائجا الان بسبب عدم قدرة ادارة المدرسة على احتواء موقف بسيط كهذا ، وضمنا يدلل على محاولة ايهام من إدارة المدرسة وكأنها عاجزة عن التعامل مع “تمرد” الفتيات وتطلب المساندة من رواد مواقع التواصل. ولا نفسرها الا بوجود رغبة ضمنية من الكادر التدريسي لاستعادة عصر “تأديب” الطلبة في المدارس بحجة تمردهم/ن وصيرورتهم/ن سلطة اقوى من سلطة المعلم مستنداً على ما ارفق من فيديو . ما هو شعور وموقف الفتاة من كل هذا التحريض والشتائم التي أطالتها هي وعائلتها؟ ما هو موقف عائلتها منها؟ هل تم إيذاؤها؟ ألا يجب على هذه المنظمة أن تطالب بالكشف عن مصير الفتاة فلربما تعرضت للتعنيف أو الحبس والمنع من الذهاب للمدرسة أو ربما فصلت من المدرسة.الهاتف مهم ويجب على كل طالبة أن تحمله عندما تذهب للمدرسة وليس هنالك مبرر لمنعة ويجب توفير أمانات او مكان للحفاظ على الهواتف في اثناء وقت الدروس.يجب التحقيق ومحاسبة المديرة والمدرسة/المعلمة أو أي كانت التي عنفت الطالبة والتي صورت الطالبة ونشرت الفيديو وانتهكت حقها بالخصوصية فما هذا التصرف الا فعل انتقامي وأن ما حصل بأجمعه قد عرض أمن وسمعة وسلامة الفتاة للانتهاك والخطر.نحن نشعر بقلق بالغ حيال الطالبة ونتمنى أن نعرف مصيرها وهل هي في أمان. ونحن نؤكد أن العنف في المدارس تجاه الطالبات والطلاب ما هو إلا أسلوب وطبيعة متأصلة في الكوادر التدريسية يمارسونها بجد واجتهاد وبموافقة وتشجيع وتصفيق العائلة والمجتمع والمؤسسات وأخيرا حتى المنظمات التي تدعي كونها نسوية.

طالبات المدرسة النسوية – تحالف امان النسوي

8 نيسان 2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى