مقالات

خلط الاوراق لصالح من

أنا أتعجب من مواقف بعض النسويات أو الناشطات في حقوق المرأة، بشأن قراءة الاحداث والتحليل المنطقي برؤية نسوية وأهميتها، وخلط الاوراق على أساس المعايير الشخصية او خلافات هنا وهناك هي ليست في صالح الحركة النسوية بل بالعكس لها تأثير سلبي ويعكس الضوء على مرآة من يدعون بأن المرأة عدوة المرأة او انهن ناقصات عقل. اعتقد القضية النسوية والدفاع عن حقوقنا يجب ان تكون عميقة ومنطقية ومبنية على توحيد اساسيات مشتركة بيننا وذلك بنشر ثقافة الاحترام المتبادل والتخلي عن الخلافات الجزئية لأننا نواجه ونتحدى خصم واحد ومعروف لنا جميعا وهو النظام الذكوري الطبقي الرأسمالي المصان بالعرف والدين والعشائر.

حيث نرى الخصم بالرغم من الاختلافات والتباين في التيارات الدينية والقومية والوطنية، لكنها تتفق مع بعضها في قضية المرأة وترسيخ السلطة على النساء ودونية المرأة واعتبارها ناقصة الاهلية، لذلك نحن أيضا كتيار اجتماعي سياسي له تاريخه المميز، علينا بتوحيد خطابنا النسوي ونوجه سهامنا ضد الخصم وليس ضد بعضنا البعض بحجة الاختلافات في بعض القضايا والامور الهامشية والسطحية والجزئية.
النسوية حركة اجتماعية سياسية لها جذورها التاريخية وبالتالي عليها ان تتخذ مسار واضح، من تخوض في هذه الحركة عليها ان تصقل معرفتها النسوية وتتقن أصول المواثيق وان تتعلم التصالح والنقاش، مع حليفاتها في الحركة بالرغم من الاختلافات الجزئية فيما بينهن لان ذلك يجعل من الحركة قوة سياسية واجتماعية فعلية، لها تأثير واقعي علي المجتمع من الاسفل وعلى صنّاع القرار من الاعلى وهذا يتم بتوسيع الارضية المشتركة بيننا وتصغير حجم الفجوات المتباينة بيننا.
لذلك عندما اكتب اليوم بيان تضامن مع ناشطة فقدت عملها وتعرضت للتهديد والطرد علينا نحن الناطقات باسم حقوق المرأة والوقف معها والدفاع عنها وإدانة النظام الذكوري الطبقي، الذي تعامل معها بكل قسوة بفصلها من العمل لأنها فقط عبرت عن رأيها في صفحتها الشخصية، هنا لا يهمني كم هي الخلافات الجزيئة بين الناشطات بقدر ما تهمني القضية الأساسية وهي قضية حرية التعبير عن الرأي وهو حق دستوري لكل مواطنة ومواطن، والقضية الثانية والاهم فصل موظفة / عاملة عن العمل يأتي هنا حق الحصول عل العمل بدون قيد وشرط وبعيد عن الآراء السياسية أي الضمان الاقتصادي للنساء .

ما أود قوله، أنا ممكن أن اتحالف مع الخصم احيانا ان كان هذا يخدم قضيتي في الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية

قد يأتي يوما اتحالف مع -ح. الفتلاوي عل سبيل المثال ان كانت تتبنى حملة تجريم العنف ضد المرأة بالرغم من موقفي اتجاهها وانها بالنسبة لي تمثل الوجه الانثوي لنظام الاسلام السياسي القمعي الدموي .لكن نفس الشخصية واقصد هنا ح الفتلاوي ان تعرضت للعنف عل يد زوجها مثلا علينا ان نحرم فعل العنف كعنف وأصفه بانه جريمة وحينها لا يمكن ان أقبل الشماتة بها على اساس مواقفها السياسية السابقة والحالية .
هكذا هي المواقف النسوية، هي حركة سياسية قبل ان تكون اجتماعية علينا ان نتسلح بقدر كبير من المعرفة والتثقيف الذاتي والجمعي، علينا ان يكون لدينا حس وذكاء سياسي لكي نستطيع ان نكون قوة فعالة مؤثرة لا يستهان بها في المجتمع .
ولكي تحقق هذه الحركة اهدافها يجب ان يكون عملها واستراتيجيتها واضحة المعالم، صفها واضح منهجيتها مبنية على العمل الجماعي المنتظم وليس العمل الفردي وتصفية المشاكل الفردية. العمل الفردي لا يغير شيء، ولا يحرك حجر ساكن في المحيط، التغيير سيكون حتما بتوحيد صفوفنا وتوحيد خطابنا النسوي في وجه خصمنا من النظام الذكوري الطبقي المتجذر بالإسلام السياسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى