بيان بمناسبة الثامن من اذار يوم المرأة العالمي
بيان بمناسبة الثامن من آذار يوم المرأة العالمي.
لا للحرب ولا للتهديدات بها
تتواصل الحروب منذ عقود، وازدادت بقوة في الشهور الاخيرة. حيث. سقط في الابادة الجماعية في غزة وخلال الخمسة شهور المنصرمة ( 30220) الف قتيل، و (7800) مفقود وممن هم تحت الانقاض، و 12660 طفل ولما يزل، بالرغم من قرار محكمة العدل الدولية، فلم يتوقف مسلسل القتل، ومازال، ونزيف الدماء مستمر في غزة والضفة الغربية.
ليس الابادة الجماعية في فلسطين فحسب، بل وفي اماكن مختلفة من المنطقة والعالم، من حرب روسيا و اوكرانيا، و حرب السودان والقصف المتفرق على العراق. فمع هذا ألقصف الذي نشهده منذ أوائل هذا العام، والتهديدات بالحرب عليه، فان أخطار هذه الحرب ستعصف بحياة المجتمع مرة اخرى، وستترك آثارها الوخيمة على حياة النساء، دافعة باوضاعهن الى مزيد من التدهور، في حالة اندلاعها.
لقد كان العراق، ومازال، ساحة للحروب العبثية من حرب 1980-1988 الى حرب الخليح عام 1991، الحروب المتفرقة اثناء الحصار الاقتصادي، وحرب الحصار الاقتصادي، وحرب عام 2003، والحرب الاهلية 2006-2007، والحرب التي شنتها” داعش ” 2014-2017 ، بالاضافة الى القصف المتفرق والمناوشات المستمرة، التي تهدد حياة الآمنين والآمنات وتهدد بانفلات الوضع الأمني الذي تسقط فيه كل يوم ضحايا جديدة له.
لقد عانينا، نحن عموم الشعب في العراق والنساء بشكل خاص، حيث تحملنا اعباء مضاعفة من ويلات الحروب والنزاعات: من فقدان أبنائنا وأحبائنا ، وازدياد أعداد الأرامل اللواتي بقين نهبا للفقر والجوع والإدانة الاجتماعية والاستغلال الجنسي، زيادة أعداد الايتام الذين يعيشون في أوضاع من العوز وحتى التشرد.الى التأثر بمخلفات اسلحة الدمار الشامل واليورانيوم المنضب، والذي لازالت آثاره، فتولد بسببه اجيال تعاني من تشوهات خلقية، الى تقييد حرية حركة النساء وحبسهن في البيوت بمعدلات اعلى مما كانت عليه في الماضي على الاخص منذ حرب امريكا عام 2003 ونشر أجواء الخوف والقلق بين الأسر والاهالي، وأدى الى تراجع بل وتدهور المساواة الجندرية وازدياد التمييز الجنسي المنظم ضد النساء. ولا زالت المعاناة النفسية والجسدية والاجتماعية منذ عام 2014 والى يومنا هذا، هي حصة النساء والفتيات الايزيديات، وغيرهن نتيجة استخدام جريمة الاغتصاب كسلاح في المعركة لتركيع البشر. اضافة الى النساء النازحات والمتشردات في الخيم، واللواتي لازلن يعاني الامرين بسبب الحروب والصراعات المتواصلة.
أن يوم الثامن من آذار هذا العام، هو اليوم الذي نرفع فيه صوتنا وندق أجراس الإنذار الى هذا الخطر المحدق.
لذا، ننحن طيف من نسويات العراق ونسوويه، يوم المرأة العالمي: نرفض الحروب والتهديد بها، وما يترتب عليه أثناء وبعد الحرب من آثار وخيمة على حياتنا وأمننا وسلامنا.
إنّ انهاء الحرب هو هدفنا، كنساء وكأمهات، وكنوع بشري أوكلت لنا مهمة اعادة انتاج الحياة. نحن اللواتي نحمل الأجنة ، ونلدهم ونربيهم الى ان يصلوا (اولادنا وبناتنا )الى سن الشباب لتحصد حياتهم الالة العسكرية لأولئك الذين لاهم لهم سوى فرض سيطرتهم بالقتل وبدون تردد.
لا نريد التدخل الاجنبي، ولا نريد تمويله ولا تسليحه، انه يزيد من إرهابنا ، وليس حمايتنا. فهو لا يهدف الى تحسين شروط حياتنا، لا يهدف الى بناء المزيد من المصانع لنا ولابنائنا ولبناتنا، ولا توفير سبل العيش الكريم لعاطلينا وعاطلاتنا عن العمل، ولا للحفاظ على انهارنا التي يهددها، ويهددنا الجفاف والتلوث ولا على مزارعنا التي تتقلص وتتناقص يوما بعد يوما، وتلاحقها الحرائق المنظمة، ولا على تعليمنا أو صحتنا، اللذين ينهاران أمام اعيننا.
لقد تحركت النسويات في أماكن مختلفة في العالم، للوقوف ضد الحروب، وخاصة في مناطقنا التي تعيش الحروب والعسكرة بشكل متواصل. ونحن جزء من هذا الجهود.
لا للحرب ولا للتهديدات بها : من اجل سبل العيش والحياة الآمنة، لا نريد الاستثمار في الحروب، بل في القضاء على الفقر، والجهل، والمرض، و الاوساخ، والحفاظ على البيئة.
لا للحروب في كل بقاع العالم ولا للحرب في منطقتنا المثقلة بالنزاعات ونعم للسلام الدائم .
هيئة 8 آذار 2024
رابطة لوتس الثقافية النسوية، تحالف أمان النسوي، الجمعية العامة لتنمية المرأة، فريق “نون للثقافة والتنمية”، مركز معلومة للبحث والتطوير ، ومنظمة كهرمانة لتمكين المرأة