الاخبارمقالات

الجهل المقدس …… والفكر الحر

الجهل المقدس …… والفكر الحر

بالأمس حضرت ندوة الكترونية حول موضوع، لماذا نتزوج ؟
الندوة كانت بإدارة فريق من الشباب من مدينة المثنى، واشكرهم واثني على جهودهم لأجل نشر وعي وثقافة المساواة .
موضوع الندوة كان الهدف منه تعريف الزواج على إنه الشراكة الحقيقة، وعلاقة حب واهتمام ومودة من قبل الطرفين وبناء اسرة صحية التي هي اساس بناء مجتمع سليم. كانت ضيفات الندوة زميلاتي في الحركة النسوية وهما ناشطتان في حقوق المرأة .
لكن سرعان ما دار الحديث من إحدى ضيفات الندوة حول مخاطر تزويج القاصرات والاطفال، وحسب دراسات متعددة، ذكرت إن اهم اسباب الطلاق في مجتمعاتنا هي زواج الفتاة المبكر او بالأحرى تزويج الفتيات في عمر صغير جدا دون سن الخامسة عشر، واشادت المتحدثة في كلامها الى نصوص واحكام دينية في المذهبين الشيعي والسني، واستدلت بحديثها الى نص الحديث في تبرير زواج القاصرات بل حتى الاستمتاع بالطفلة الرضيعة والمفاخذة الى نص الحديث والكتاب والمصادر واسم وارقام الصفحات …. لكن الغريب رد فعل المتواجدين بالهجوم عليها وكانت بالمشادات الكلامية (والجات) في الندوة بحجة انها تسئ للدين وتقول كلام خطير جدا على جمهور من الشباب والشابات والمثقفين وأضع الف خط تحت كلمةالمثقفين، الدكاترة وأساتذة الجامعة الحاضرين والحاضرات في الندوة. التي خالفت كلام المتحدثة بتجريم زواج القاصرات هي استاذة جامعية تدرس في كلية احدى جامعات العراق اعتقد قالت انها استاذة علم النفس.
استغربت لدفاع استاذة جامعية بهذه العقلية المتحجرة العفنة عن العادات والتقاليد ودفاعها عن عقيدة تغتصب طفلة باسم الزواج انها البيدوفيليا علنا استغربت من هذه الأستاذة الجامعية اللي تسمي وتلقب نفسها دكتورة استاذة علم النفس !!! هل اطلعتْ عل كتاب الاحياء هل درستْ يوما ما كتاب او فتحت صفحة في علم النفس عن الاثار السلبية لاغتصاب القاصرات هل درست او حضرت محاضرة واحده عن الاثار السلبية والمضاعفات الصحية والنفسية على الحمل والولادة للفتيات القاصرات. إلا تدرك استاذة الجامعة التي كانت حاضرة في الندوة ان الفص الامامي والقشرة الدماغية الأمامية لدماغ الإنسان، هو المسؤول عن اتخاد القرارات الهامة وسلوك البشر العاطفي لا يكتمل نموه الا بعد سن العشرين وهناك دراسات تقول، يكمل نمو القشرة الأمامية من الفص الدماغي الامامي بعد سن الخامسة والعشرين ، في معظم الدول المتقدمة التي قبل سن الثامنة عشر لا يحق للإنسان في الغالب سياقة مركبة او اتخاذ قرارات بإجراء عمليات جراحية دون موافقة ولي الامر، كثير من صالات الرياضة لا تقبل دون سن السابعة عشر، لعدم لاكتمال نمو الجسم قبل هذا السن فما بالك بقرار الزواج وبناء اسرة ومسؤولية اطفال وعائلة لا يحق لاحد سحق طفولة الفتيات باسم العرف والدين والتقاليد هذه يا سادة يا كرام هي جريمة بيدوفليا علنا وهي تصنف ضمن امراض نفسية حسب منظمة الصحة العالمية.

بصراحة كنت استمع للاحاديث من مداخلات المشاركين، في الندوة واضغط على اعصابي من كثرة القرف الذي سمعته من مداخلات سامة، من الذكورية والذكوريات على تبرير الزيجات في سن الثالثة عشر فما فوق ! هناك من تدخل وعرّف نفسه بكل غرور وكبريا ء ونرجسية انه شيخ ويعقد يوميا من اربع الى خمس عقود قران لزواج فتيات دون سن الثامنة عشر، ولم يسمع يوما ما بأي مشكلة اثناء ممارسة مهنته التجارية نعم التجارية الرابحة له، هذا الشيخ هو مجرم بارتكابه او اشتراكه في جريمة اغتصاب القاصرات والفتيات الصغيرات لو كنا في بلد آخر ونظام متحضر، يحترم حقوق الانسان كان مكان هذا الشيخ الزنزانة وليس الندوة.
المداخلة الثالثة لرجل يعرف نفسه مثقف لكنه من القرية بدون خجل وحياء يدافع عن زيجات القاصرات في قريته ولم يرَ أي مشكلة في ذلك !َ!! .
هل حقا ليست هناك اية مشكلة او ضرر في تزويج الصغيرات ؟؟؟
….. هل تعلمون يا سادة نسبة كبيرة من الأمّهات المراهقات تمرُّ بمرحلة من الاكتئاب السابق للولادة واكتئاب ما بعد الولادة، وهي الفترات الأكثر حرجاً بالنسبة للطفل. إذ تؤثّر هرمونات التوتّر والإجهاد والعواقب الفسيولوجية الأخرى للاكتئاب والقلق أثناء الحمل على الجنين خلال فترة الحمل وحتى لمراحل ما بعد الولادة
هناك دراسات عن الامهات القاصرات تكشف بأنهن اكثر عرضة للأرق والاكتئاب ما بعد الولادة قد يصعب على الام التفاعل مع طفلها، مما يؤدي الى سوء التغذية وفقر الدم للام وسوء النمو للطفل، هذا بالإضافة الى مخاطر الحمل على المراهقات من التعرض الى تهتك المشيمة والرحم اثناء الولادة ومخاطر الوفيات للام عند الولادة، بالإضافة الاكتئاب الشديد اثناء الحمل ونقص المناعة وسوء التغذية ومخاطر الاجهاض المتكرر وهناك دراسات تذكر، بان التشوهات الخلقية للجنين قد تكون بسبب عدم اكتمال نمو الجهاز الانجابي للام في هذه المرحلة من عمرها.
فيا أيتها الاستاذة في علم النفس، التي تدافعين عن الزواج المبكر سترةً للبنات وتستشهدين لزوجات الرسول كنَّ في التاسعة او نساء ذاك الوقت لم يكن لديهن اي مخاطر صحية ونفسية كيف عرفتِ، إنهنّ كُنّ بصحة جيدة ولم تكن لديهن مشاكل وانتِ لاتملكين اي دليل عل كلامك غير احاديث العنعنة ولا يوجد لديك اثبات علمي اركيلولوجي او مخطوطة جدارية على استشهادك بالتاريخ الديني .

هل تعليمين يا استاذة علم النفس بان هناك دراسات توصّلت إلى أنّ آثار حمل المراهقات وولادتهنّ قد تمتدّ للمواليد الأطفال وأجيال لاحقة في العائلة. فبالمقارنة مع أقرانهم ممّن وُلدوا لأمّهاتٍ في عمرٍ أكبر، فإنّ الطفل الذي وُلد أثناء فترة مراهقة أمّه قد يكون عرضةً لخطر الولادة قبل الأوان، وقد يواجه العديد من الصعوبات في اكتساب المهارات المعرفية الأساسية مثل الإلمام باللغة والقراءة والكتابة والتحكّم بالذات، إضافةً لضعف الأداء العامّ في المدرسة.

وفقًا لدراسة جديدة، فمن انجبت في سنّ المراهقة يعدّ عاملًا لتوقّع فيما إذا كان الطفل سيُظهر ضعفًا في أدائه المدرسيّ والتعليميّ .
الغريب في الموضوع إن الشيخ مع مداخلة الرجل الريفي مع استاذة الجامعة كانوا تيم واحد، تيم ذكوري سام لدرجة القيء

في النهاية المتحدثة اشارت الى ضرورة فصل الدين عن الدولة وضرورة حماية الشراكة الحقيقية في الزواج بين الشابات والشباب بقوانين علمانية حقوقية تحفظ كرامة الرجل والمرأة على حدٍ سواء بإلغاء مادة التأديب من القانون والغاء الزواج خارج المحاكم وتجريم قتل النساء وأشارت بكلامها الى تلال المخطئات المتواجدة في جنوب العراق التي تدفن فيها جثث النساء التي تقتل من قبل ذويهن، ردت الأستاذة الجامعية عل كلام المتحدثة واضع الف خط تحت كلمة الاستاذة بان هؤلاء النساء يستحققن القتل لأنهن قتلن من اجل غسل العار …… اعتقد وجود استاذة مثلك في هكذا ندوة لديك مكانة وتأخذين راتب ومستحقات من الدولة ولديك مجاميع طلابية وجمهور هو العار بعينه !!!وجودك بأفكارك المسمومة الداع ش ي ة محصنة بالدين والعادات والتقاليد هو العار بعينه خطابك بالتحريض على قتل النساء واستباحة اجسادهن وقمع الحريات وتبرير بيدوفيليا بالاستشهاد بحديث يحث عل سن الزواج للفتاة في الثامنة !!!وتزويج القاصرات هو العار. المفروض تعاقبين أنتِ وأمثالكِ على كلامك وعلى كل حرف من مداخلاتك المسمومة بل يجب شطب اسمك من مهنة التدريس اولا ثم ملاحقتك قانونيا للتحريض عل القتل والكراهية والدفاع عن البيدوفيليا والمغتصب وكل النصوص التي تحث على اهانه المرأة وتبرير البيدوفيليا .
نحن يا استاذة علم النفس، ان كنت لا تدرين بما يحدث حولك في العالم، نعيش في زمن وصلت البشرية فيها الى قمة التطور والحداثة بالعلوم والتكنولوجيا، التي جنابك حاليا مستفيدة من احدى وسائل وتقنيات العلم والحداثة وهي (كوكل ميت) في الندوة .
امثالك انتِ والشيخ وكل الاستاذة الذكوريين المتواجدين في الندوة مصيرهم إلى مزبلة التاريخ. في زمن تساوت البشرية كلها بالرغم من اختلافات نوعها الاجتماعي والجنسي، البشرية وصلت الى ارقى مراحلها في امتناع ملايين البشر بل مليارات على هذا الكوكب عن قتل الحيوانات الاستغناء عن اكل اللحوم والمنتجات الحيوانية، وتقييد الانجاب والاستعانة عنه بالتبني للأطفال المتشردين من الحروب. والكوارث الطبيعية. البشرية وصلت بالعلم الى التلقيح الذاتي للبويضة بتطويرها في داخل المختبرات، اي سيصبح قريبا بأننا لا نحتاج الى حيوانات منوية من الرجل من أجل التكاثر، وجنابك ما زلتِ تعيشين انتِ ومن معك في زمن الخيول والجواري والعبيد والطبابة بشرب بول البعير وأكل ثلاث تمرات ،،،،،،، عجلة الزمن تسير الى الامام مهما حاولتم إعادتها إلى الوراء، البشرية تتطلع الى الحرية المساواة والرفاه للجميع دون قوامة وسلطة أحد على آخر.


جوان ميرزا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى